يؤكد الدكتور سوراب سيثي أن النظام الغذائي المتوازن يلعب دورًا محوريًا في الوقاية من الأمراض المزمنة، وبخاصة السرطان. وقال إن هناك ثلاث فئات من الأطعمة يمكن أن تعزز مقاومة الجسم للخلايا السرطانية وتحسن الاستجابة المناعية. وأوضح أن الاعتماد على مكونات غذائية نشطة مثل مضادات الأكسدة ومركبات مضادة للالتهابات يساهم في تقليل مخاطر نمو الخلايا الخبيثة وحماية الحمض النووي. وتابع بأن الوعي الغذائي يبدأ من خيارات الطعام اليومية وأن الاستعانة بخيارات طبيعية يمكن أن يسهم في تمكين الجسم من العمل كجهة دفاع ذاتية.

الجزر كمضاد أكسدة فعال

الجزر من الأطعمة التي تحتوي على مركبات كاروتينية تشكل دفاعًا قويًا ضد التلف الناتج عن الجذور الحرة. تشير الأدلة إلى أن رفع استهلاك الجزر يرتبط بانخفاض مخاطر عدة أنواع من السرطان كالمعدة والبروستاتا والقولون والمستقيم. كما يحتوي على بيتا كاروتين وألفا كاروتين اللذان يتحولان في الجسم إلى فيتامين أ، وهو أمر أساسي لتنظيم نمو الخلايا والحفاظ على سلامة الأنسجة. وتؤكد الدراسات أن الجزر يساهم في تقوية المناعة والحد من تلف الحمض النووي، مما يعزز قدرة الجسم على التصدي للخلايا السرطانية.

إلى جانب ذلك، يساهم تناول الجزر بانتظام في تعزيز الحصانة ودعم الاستجابة المناعية. وتوجد فيه مركبات بيتا-كاروتين وألفا-كاروتين التي تتحول إلى فيتامين أ وتساعد في حماية الحمض النووي من التلف الجيني. كما أن هذه المركبات تجعل الجسم أكثر قدرة على تقليل مخاطر تطور الخلايا السرطانية، وبالتالي يعتبر إدراجه ضمن النظام الغذائي الأسبوعي إجراءً وقائيًا فعالاً.

الثوم ودوره الكبريتي في الوقاية من السرطان

الثوم من الأطعمة التقليدية في الطب الوقائي ويشتهر باحتوائه على مركب الأليسين، الذي يتكون عند تقطيع الثوم. يوضح الدكتور أن الأليسين يساهم في حماية الحمض النووي من التلف ويقلل من نمو الخلايا غير الطبيعية التي قد تتحول إلى سرطان. كما يحتوي الثوم على مركبات كبريتية أخرى مثل ثنائي أليل ثلاثي الكبريتيد التي تعزز موت الخلايا المبرمج وتكبح الانقسام الخلوي غير الطبيعي. إضافة إلى ذلك يعد الثوم مضادًا أكسدة قويًا يعمل على تقليل الالتهابات التي تهيئ بيئة مناسبة لتطور السرطان.

وينصح بتجنب طهي الثوم عند درجات حرارة مرتفعة جدًا لأنها تدمر مركب الأليسين الفعال. الأفضل ترك الثوم المفروم لمدة عشر دقائق قبل الطهي أو تناوله نيئًا مع الوجبات لضمان استفادة أقصى من فوائده. كما يوصى بإدراجه كجزء من النظام الغذائي اليومي لتعزيز الوقاية من الالتهابات المزمنة المرتبطة بتطور الخلايا السرطانية.

البروكلي وفوائده في مقاومة السرطان

البروكلي يعد من أبرز الخضراوات الصليبية في مكافحة السرطان بفضل مركب السلفورافان. أشارت الأدلة إلى أن هذا المركب يثبط نمو الخلايا السرطانية ويحرض إنتاج الإنزيمات التي تساهم في إزالة المواد السامة من الجسم. كما تبرز أن براعم البروكلي تحتوي تركيزًا أعلى من السلفورافان يصل إلى مئة ضعف مقارنة بالبروكلي الناضج، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لتعزيز المناعة ومكافحة الخلايا السرطانية في مراحله المبكرة. إضافة إلى ذلك يحتوي البروكلي على الكاروتينات وفيتامين سي والجلوكوزينولات التي تعمل معًا لخفض الالتهابات وتثبيط بعض الإنزيمات السرطانية، بالإضافة إلى حمض الفوليك والألياف التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتخفض الكوليسترول.

ينصح بطهي البروكلي على البخار لمدة قصيرة للحفاظ على المركبات الفعالة. كما يضم البروكلي عناصر مهمة أخرى مثل الألياف وفيتامين سي والجلوكوزينولات، وتساهم هذه العناصر في تقليل الالتهابات وتثبيط الإنزيمات المرتبطة بنشوء السرطان، مع دعم صحة الجهاز الهضمي وخفض الكوليسترول. وتساهم هذه المكونات في تعزيز وظائف المناعة وتوفير حماية إضافية ضد التغيرات الخلوية المرتبطة بالسرطان.

نمط حياة صحي كخط دفاع أول

يؤكد الدكتور أن السرطان لا ينشأ فجأة، بل هو نتيجة تراكم عوامل متعددة منها النظام الغذائي غير المتوازن ونقص النشاط وتعرض الجسم للسموم. لذا يمثل اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه، خصوصًا تلك التي تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة مثل الجزر والثوم والبروكلي، أحد أفضل وسائل الوقاية الطبيعية لتعزيز المناعة ومقاومة السرطان في مراحله المبكرة. كما شدد على أن الوعي الغذائي يبدأ من المطبخ وأن اختيار الأطعمة الصحية قد يكون الفاصل بين الصحة والمرض. ودعا الناس إلى إعادة النظر في عاداتهم الغذائية واستبدال الوجبات السريعة والمصنعة بطعام طبيعي يساعد الجسم على التكيف مع آليات الشفاء الذاتي.

شاركها.
اترك تعليقاً