يستعرض هذا التقرير الفروق الجوهرية بين الماتشا والقهوة من حيث القيمة الغذائية والفوائد الصحية والآثار الجانبية المحتملة. يوضح كيف يتشابهان عند استهلاكهما دون إضافات، ويبرز الفرق في مستوى الكافيين وتأثيرهما على الطاقة والتركيز. يطرح السؤال الأساسي حول أيهما أنسب للصحة على المدى الطويل؟

القيمة الغذائية للماتشا والقهوة

تحتوي نصف ملعقة صغيرة من الماتشا، وهي الكمية الشائعة في تحضير مشروب لاتيه، على نحو 4 سعرات حرارية، ولا تحتوي تقريبًا على دهون أو كربوهيدرات أو بروتين. وتمنح الجسم ما بين 20 إلى 40 ملليغرامًا من الكافيين. أما القهوة، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، فالكوب الواحد يحتوي على نحو 5 سعرات حرارية، و0.7 جرام من البروتين، و0.4 جرام من الكربوهيدرات، وقريب من 92 ملليغرامًا من الكافيين.

وبالمجمل تكون الماتشا والقهوة مشابهتين نسبيًا في محتواهما الغذائي عندما تعتبران بدون إضافات. ومع ذلك، فإن الماتشا تقدم مركب EGCG بتركيز أعلى بسبب وجود أوراق الشاي الكاملة، فيما يفقد الشاي الأخضر التقليدي جزءًا من هذه الخاصية عند تحضيره بشكل مختلف. وتعزز هذه الفروقات القيمة الصحية المحتملة للمشروبين وفق طريقة الاستهلاك والتحضير.

فوائد الماتشا الصحية

توضح أخصائية التغذية الوظيفية ستيفاني كرابتري أن الماتشا يمنح الجسم دفعة طاقة لطيفة تدعم الأيض وصحة الأمعاء وطول العمر، بفضل ارتفاع مضادات الأكسدة وخاصة مركب EGCG. وتضيف أن EGCG يساعد في تقليل الالتهابات وتحسين التمثيل الغذائي للدهون وتقوية جهاز المناعة وفق مراجعة علمية نُشرت عام 2025. كما تشير إلى أن الماتشا يحضر من أوراق الشاي الكاملة ما يجعل محتواه من مضادات الأكسدة أعلى من الشاي الأخضر العادي.

وتضيف أخصائية التغذية فانيسا إيموس أن الماتشا يحتوي أيضًا على الحمض الأميني L-ثيانين المعروف بتأثيره المهدئ وتحسين الانتباه والذاكرة. وبما أن الماتشا يحضر من أوراق الشاي الكاملة المطحونة، فإنه يحتوي على تركيز أعلى من مضادات الأكسدة مقارنة بالشاي الأخضر العادي، بما في ذلك مركبات الفلافونويدات والبوليفينولات وفيتامين ج. وتصف كرابتري الماتشا بأنها من أغنى المشروبات بمضادات الأكسدة التي تسهم في الحفاظ على الصحة العامة ومقاومة الجذور الحرة المسؤولة عن الشيخوخة المبكرة والأمراض المزمنة.

الآثار الجانبية للماتشا

رغم فوائده العديدة، إلا أن الإفراط في تناول الماتشا يسبب التوتر واضطرابات الهضم وصعوبات النوم بسبب احتوائه على الكافيين، خاصة عند استهلاك كميات كبيرة. كما أن نكهه العشبية المرة قد تدفع البعض لإضافة الحليب والمحليات، وهذا قد يقلل من فوائده ويرفع السعرات المستهلكة. ينصح بالاعتدال وتقييم التحمل الشخصي للكافيين لتفادي الأثر السلبي على النوم والصحة العامة.

فوائد القهوة الصحية

تشير الدراسات إلى أن القهوة المعتدلة، بمعدل ثلاثة إلى أربعة أكواب يوميًا، قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتحسن المزاج وتدعم الأداء الرياضي وتُعزز وظائف الكبد وربما ترتبط بطول العمر. كما أظهرت نتائج دراسات عدة ارتباط استهلاك القهوة المنتظم بانخفاض مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب والتهابات الكبد وأمراض أخرى. ويعود ذلك إلى وجود مركبات مثل حمض الكلوروجينيك وحمض الكينيك والديتربينات التي لها خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات وتمنح القهوة سمعتها الجيدة بين الباحثين.

ووفقًا لجامعة جونز هوبكنز الطبية، فإن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية والسكري وأمراض الكلى. كما أظهرت دراسة حديثة نشرت عام 2025 في مجلة القلب الأوروبية أن شرب القهوة في الصباح فقط كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب مقارنة بالشرب طوال اليوم. ويرجع ذلك جزئيًا إلى التأثير الإيجابي للمركبات النباتية وتوقيت الاستهلاك وتنوعها.

سلبيات القهوة المحتملة

كما يحذر الخبراء من تناول القهوة على معدة فارغة، إذ يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول واضطرابات في الجهاز الهضمي. كما أن الإفراط في الكافيين قد يسبب القلق والتوتر وصعوبات النوم، إضافة إلى الغثيان أو الارتجاع المعدي المريئي. وتنصح النساء خصوصًا اللواتي يعانين من اضطرابات هرمونية أو مشاكل في سكر الدم بتناول القهوة بعد الأكل ومع البروتين، وليس كبديل للراحة أو الطعام وتجنب الإضافات السكرية والكريمة المنكهة التي تقلل من قيمته الصحية.

الماتشا أم القهوة لإنقاص الوزن؟

يؤكد الخبراء أن كلاهما يمكن أن يسهم في دعم التمثيل الغذائي وإنقاص الوزن، لكن بطرق مختلفة. فالماتشا يحتوي على مضاد الأكسدة EGCG الذي يساعد على تعزيز إفراز هرمون GLP-1 المسؤول عن تقليل الشهية وتنظيم سكر الدم. وتحتوي القهوة على حمض الكلوروجينيك الذي يحفز حرق الدهون والطاقة.

ومع ذلك، إذا أُضيف السكر أو الحليب كامل الدسم إلى أي منهما، فإن ذلك يحول المشروب إلى وجبة عالية السعرات يمكن أن تعيق هدف التخسيس. لذا يفضل تجنّب إضافة السكر والحليب كامل الدسم لتفادي تحويل المشروب إلى وجبة عالية السعرات. وبذلك يظل للماتشا والقهوة إمكانية دعم التمثيل الغذائي مع الحفاظ على هدف التخسيس.

الخلاصة: أيهما الأفضل لصحتك؟

ينصح الخبراء بأن المقارنة ليست حول الأفضلية المطلقة، بل حول التوازن في الاستهلاك والظروف الصحية وظروف التحمل الفردي. توفر الماتشا طاقة هادئة ومستدامة وتدعم صحة الأمعاء، بينما تمنح القهوة تركيزًا أعلى وتأثيرًا أيضيًا قويًا. يفضل إدراج كليهما ضمن نظام غذائي متوازن ومتنوع وفق احتياجات الشخص وتفضيله، مع تجنب الإفراط والسكريات المحلاة والمواد الدسمة التي ترفع السعرات وتقلل القيمة الصحية.

شاركها.
اترك تعليقاً