أعلن المهندس هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للغزل والمنسوجات، أن صادرات القطاع واصلت الأداء الإيجابي خلال عام 2025، مسجلة نموًا قدره 3.4% في الفترة من يناير حتى سبتمبر لتصل إلى 875 مليون دولار مقابل 846 مليون دولار في الفترة نفسها من 2024. وأشار إلى أن القطاع حقق 71% من المستهدف لعام 2025 البالغ 1.236 مليار دولار بنهاية الربع الثالث. وأكد سلام أن النتائج جاءت نتيجة توسيع الإنتاج وتكامل سلاسل التوريد المحلية، ما يعزز مكانة الصناعة في الأسواق العالمية. كما لفت إلى أن الأداء يعكس استمرار مسار التصاعد في القطاع منذ بداية العام رغم تقلبات السوق الدولية.
أداء 2025 والنتائج
شهد الأداء الشهري تفاوتًا طبيعيًا، حيث سجلت شهور مارس 108 مليون دولار ومايو 110 مليون دولار أعلى القيم التصديرية خلال الفترة، ثم بلغ يوليو 105 مليون دولار. وأوضح سلام أن أغسطس وسبتمبر تأثرتا نسبيًا بتباطؤ الطلب في بعض الأسواق الأوروبية، مما أثر على مستوى الصادرات في هذين الشهرين. كما أشار إلى أن هذه المؤشرات تعكس طبيعة السوق وتفاوت الطلب عبر الأشهر.
فيما يخص القطاعات الفرعية، بلغ قطاع الأقمشة المنسوجة من ألياف تركيبية 424 مليون دولار بنسبة 48% من الإجمالي وبنمو 7% عن نفس الفترة من العام الماضي. جاء قطاع الغزول وخيوط الخياطة في المركز الثاني بقيمة 194 مليون دولار (22%)، يليه قطاع المنسوجات التقنية بقيمة 129 مليون دولار (15%) ثم قطاع الألياف بقيمة 123 مليون دولار (14%). وتُبيّن الإحصاءات أن قطاع المنسوجات التقنية هو الأعلى نموًا بنسبة 29% نتيجة زيادة الطلب على الأقمشة غير المنسوجة والمنتجات الصناعية. تصدرت الأقمشة المنسوجة من ألياف تركيبية قائمة المنتجات الأعلى تصديرًا بإجمالي 224 مليون دولار وبمعدل نمو 15%، تليها الأقمشة غير المنسوجة 103 مليون دولار ثم الغزول القطنية 98 مليون دولار وأقمشة الدينم 96 مليون دولار. وأوضح سلام أن تراجع أسعار بعض المواد الخام عالميًا ساهم في تعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق.
استمرت تركيا في صدارة الوجهات التصديرية للقطاع بإجمالي 321 مليون دولار محققة نموًا 12%، وهو ما يمثل 37% من إجمالي الصادرات. كما ارتفعت حصة الجزائر إلى 91 مليون دولار (7%) وتلتها إيطاليا بـ83 مليون دولار (2%)، وتواصل مصر دعم شراكاتها التجارية مع ألمانيا وتونس والمغرب مع تسجيل نمو مستقر. كما شهدت بعض الأسواق غير التقليدية أداءً لافتًا، أبرزها البرازيل التي تضاعفت صادراتها، ما يعكس توسيع قاعدة الأسواق المستوردة للمنتجات المصرية. بحسب التقرير، استحوذت دول آسيا بما فيها تركيا على 50% من إجمالي الصادرات بقيمة 441 مليون دولار. تليها الدول العربية بنسبة 23% بإجمالي 199 مليون دولار، ثم دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 19% (170 مليون دولار)، فيما استقرت حصة إفريقيا عند 2% من الإجمالي. وأوضح سلام أن التوزيعات تعكس تنوع الأسواق وتفاوت الطلب.
أهداف المجلس وخططه المستقبلية
أعلن المهندس سلام أن المجلس مستمر في تنفيذ استراتيجيته لرفع قيمة الصادرات إلى 1.5 مليار دولار بحلول 2026. وأوضح أن العام 2025 يشهد تحركات وآعدة استثمارية من شركات دولية مهتمة بإقامة مشروعات في مجالات الغزل والنسيج داخل مصر، إضافة إلى توسعات إنتاجية للمصانع المحلية. وتؤكد هذه الجهود تعزيز الناتج الصناعي وزيادة الصادرات خلال الفترة المقبلة.
وفي إطار هذه الجهود، يخطط المجلس لتنظيم أنشطة ترويجية وتوسيع أسواقه الواعدة. وتأتي المشاركة في الدورة التاسعة من المعرض الدولي ديستينيشن أفريكا المقرر عقده في القاهرة يومي 12 و13 نوفمبر 2025، بمشاركة واسعة من مصدري الأقمشة والمنسوجات لعقد لقاءات عمل ثنائية مع المشترين والمستوردين. وتتيح هذه الفعاليات فرصًا لتوقيع شراكات جديدة وتوسيع قاعة العملاء.
كما سيشارك المجلس بجناح مصري في معرض MIM في المغرب خلال الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر 2025 بمشاركة عدد من مصدري الغزول والأقمشة. تعتبر هذه الخطوة تعزيزًا للتكامل الصناعي مع المغرب ضمن سلاسل القيمة الإقليمية وتفتح فرص إنتاج مشتركة وتوريد المنتجات إلى الأسواق العالمية. ستسهم هذه الشراكات في تعزيز القدرة التنافسية المصرية في الأسواق الأفريقية والعربية.
وختامًا، أكد سلام أن خطة العمل لعام 2026 ستتجه نحو أسواق جديدة غير تقليدية تشهد نموًا متسارعًا في الاعتماد على الموردين الإقليميين، مستفيدًا من مزايا مصر كمركز إقليمي للتوريد والاستثمار في الصناعات النسيجية وبوابة رئيسية للأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية. كما ستسعى الخطة إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين وتوسيع خطوط الإنتاج للمصانع القائمة وتوفير بيئة استثمارية جاذبة تساهم في زيادة الصادرات وخلق وظائف. وتسعى إلى جذب مزيد من الاستثمارات وتحفيز الابتكار في مجال النسيج.


