نعبر عن حزننا لرحيل رجل الدولة الذي ترك بصمة واضحة في مجال العمل الاجتماعي ووزارة التضامن الاجتماعي، حيث تولى مسؤولية الوزارة في فترة مهمة، وأسهم في مأسسة العمل وتطوير المؤسسات المعنية بالرعاية والحماية الاجتماعية. آمن أن حماية المجتمع حق وضرورة، وأن الدعم ينبغي أن يصل إلى مستحقيه بشكل عادل وشفاف، مع العمل على تعزيز المبادئ الأساسية للشفافية والانضباط في تقديم الخدمات، بهدف إقامة نظام يعتمد على جهود مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني، مع إدارة الموارد بكفاءة.
انطلاقًا من رؤيته، ساهم في إرساء أسس منظومة الدعم النقدي المشروط “تكافل وكرامة”، التي تعتبر من أبرز البرامج الوطنية التي تهدف إلى حماية الأسر الأولى بالرعاية من خلال استهداف عادل وحوكمة فعالة، مما أتاح تيسير مظلة حماية اجتماعية لهم. كما عمل على تطوير المشروعات الضمانية ومشروعات الأسر المنتجة، وظلّ حاضرًا بفكره وخبرته في كل مناقشة جادة تهدف لبناء شبكة أمان اجتماعي تضمن حقوق المصريين وتحافظ على كرامتهم.
ومن أبرز محطات وفاته، أنه غيب عنا في عام مرور عشر سنوات على إطلاق برنامج تكافل وكرامة، وكان آخر تكريم له في مايو الماضي خلال حفل مهيب برعاية رئيس مجلس الوزراء، مما يعكس مكانته وتقدير المجتمع لجهوده وإسهاماته.
جهوده في تطوير منظومة الحج والجمعيات الأهلية
أسهم الفقيد بشكل كبير في تحسين منظومة حج الجمعيات الأهلية، حيث كان صاحب فكرة إنشاء مؤسسة مخصصة لتيسير أداء فريضة الحج والعمرة، بهدف تقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن. كما عمل على توحيد معايير الاختيار وتحسين إدارة الجودة في الإشراف والخدمات المقدمة، ليعيش المواطن المصري تجربة حج تليق بمكانته وتقدم له رحلة إيمانية مريحة وذات مستوى راقٍ.
وتتقدم وزارة التضامن الاجتماعي بكافة العاملين فيها بأسمى آيات العزاء لأسرة الفقيد ولجميع المصريين، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويجعل مثواه الجنة، وأن يجعل ما قدمه للوطن في ميزان حسناته. وسيظل اسم الدكتور علي المصيلحي راسخًا في ذاكرة العمل الحكومي والاجتماعي في مصر، كرمز للخدمة العامة التي تتطلب الشرف والمسؤولية، وللنفع الذي يتركه الرجال لبلدهم شعبًا وفكرًا وجهدًا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.