يشهد وادي السيليكون ارتفاعاً في الاهتمام بإنجاب أطفال ذوي معدلات ذكاء عالية، حيث يدفع بعض الآباء عشرات الآلاف من الدولارات للحصول على فحوصات جينية تساعد على اختيار الأجنة وفق مؤشرات مرتبطة بالذكاء.
يحُضّ بعض القادة التقنيين، ومنهم إيلون ماسك، الأشخاص ذوي القدرات الفكرية العالية على الإنجاب، وتعمل خدمات التوفيق على ترتيب لقاءات بين مديري شركات تقنية وشركاء ذوي مستويات ذكاء مرتفعة بهدف إنجاب أطفال لامعين.
يرى عالم الرياضيات تسفي بنسون-تيلسن، الذي أمضى سنوات في دراسة طرق منع الذكاء الاصطناعي المتقدم من تهديد البشرية، أن خلق بشر أكثر ذكاءً قد يكون من آمال حماية المستقبل.
تقدم شركات ناشئة مثل نيوكليوس جينوميكس وهيراسايت خدمات لتوقع معدل الذكاء للأجنة استناداً إلى تحاليل جينية، وتتراوح تكاليف هذه الخدمات في منطقة خليج سان فرانسيسكو من نحو 6 آلاف دولار إلى حوالي 50 ألف دولار.
يشير ستيفن شو، الشريك المؤسس لشركة جينوميك بريديكشن، إلى وجود منظومة من أثرياء وأفراد من التيار العقلاني يسعون لمعرفة نتائج الذكاء لاستخدامها في اختيار الأجنة، وتؤكد خبيرة التوفيق جينيفر دونيلي أن بعض عملائها، بمن فيهم رؤساء تنفيذيون، يفضلون شركاء من خريجي جامعات مرموقة، وتصل أتعاب خدمات التوفيق إلى مئات الآلاف من الدولارات.
يحذر خبراء الأخلاقيات البيولوجية من مخاطر اختيار الأجنة على أساس مؤشرات الذكاء، رغم أن بعض الباحثين في بيركلي يعتقدون أن إنجاب بشر أذكى قد يساعد في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر أماناً، وفي الوقت نفسه يبقى الحماس قوياً في وادي السيليكون، حتى أن بعض دور الحضانة الراقية تشترط اجتياز اختبارات ذكاء.