يعمل جهاز المناعة لدى الإنسان على حماية الجسم من الجراثيم والفيروسات، ولكن أحيانًا يختل هذا النظام ويفسر الجسم أنسجته السليمة على أنها أجسام غريبة، فتظهر ما يُسمى اضطرابات المناعة الذاتية، وهذه الاضطرابات قد تصيب الأطفال وتحتاج متابعة دقيقة من الوالدين.
ذكر تقرير صادر عن Narayana Health أن هذه الاضطرابات قد تستهدف أي جزء من جسم الطفل، بدءًا من الجهاز الهضمي والجلد ووصولًا إلى المفاصل والأعضاء الحيوية، وبعض الأنواع تؤثر على أكثر من جهاز في الوقت نفسه بينما يقتصر بعضها على عضو واحد.
أمثلة بارزة
السكر من النوع الأول يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس فتتوقف عن إنتاج الأنسولين.
التهاب المفاصل الشبابي يظهر بألم وتيبس في المفاصل وغالبًا ما يزداد في الصباح ويؤثر على الحركة.
الداء البطني هو حساسية من الجلوتين تؤدي إلى تلف الأمعاء الدقيقة وتسبب أعراضًا هضمية متنوعة.
الذئبة مرض متعدد التأثيرات يمكن أن يصيب الجلد والمفاصل وأعضاء داخلية أخرى ويتطلب متابعة طبية دقيقة.
التهاب الغدة الدرقية المناعي ينتج عنه اختلال هرموني نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية.
الأعراض التي تستدعي الانتباه
يجب مراجعة الطبيب عند وجود تعب مستمر أو فقدان وزن غير مبرر أو ضعف في النمو أو حمى متكررة، كما تستدعي اضطرابات الجهاز الهضمي والطفح الجلدي أو تغيرات في السلوك أو في التركيز الانتباه والفحص.
العوامل المسببة
لا يوجد سبب واحد محدد للاضطرابات المناعية، لكن عوامل مثل الاستعداد الوراثي والتعرض لبعض الملوثات أو الفيروسات والتغيرات الهرمونية خلال مراحل النمو قد تزيد من احتمالية حدوثها.
كيف يتم التعامل مع المرض
يعتمد العلاج على خطة متعددة الجوانب تشمل أدوية للتحكم بالالتهاب وتخفيف نشاط الجهاز المناعي، وتعديلات غذائية مناسبة لكل حالة، وجلسات علاج طبيعي للحفاظ على الحركة، بالإضافة إلى توفير بيئة داعمة تقلل التوتر وإجراء فحوصات دورية لمتابعة الحالة والتدخل المبكر عند الحاجة.
قد تكون اضطرابات المناعة الذاتية مزمنة لكنها ليست نهاية الطريق؛ فمع التشخيص المبكر والرعاية المستمرة يمكن للطفل أن ينمو ويعيش حياة مليئة بالنشاط والإنجاز.
