اكتشف الباحثون أن بعض الأطعمة الغنية بجزيء التيرامين قد تُساهم في النعاس المفرط أثناء النهار، وليس التعب دائماً نتيجة يوم عمل شاق فقط، بل يمكن أن يرتبط بنظام الطعام الذي تتبعه إلى جانب عوامل مثل التوتر وسوء جودة النوم وقلة التمارين.
فهم النعاس المفرط أثناء النهار (EDS)
عرف الخبراء النعاس المفرط أثناء النهار بأنه شعور مستمر بالنعاس أو الإرهاق خلال ساعات النهار حتى بعد النوم الكافي ليلاً، وما يميزه أنه يتجاوز الشعور بالنعاس المؤقت بعد الوجبات ويؤثر سلباً على الإنتاجية وصفاء الذهن والصحة العامة، وقد يكون علامة على مشاكل صحية كامنة مثل اضطرابات النوم كانقطاع النفس الليلي أو الأرق، أو مشكلات القلب والأوعية الدموية، أو ارتفاع ضغط الدم والحالات العصبية والأمراض الأيضية مثل السكري، كما أن العوامل الوراثية ونمط الحياة والنظام الغذائي تلعب أدواراً مهمة في ظهوره.
التيرامين في الأطعمة وتأثيره
وُصف التيرامين بأنه جزيء طبيعي موجود في عدة أطعمة ويساهم في تنظيم ضغط الدم ونشاط النواقل العصبية، ولكن ارتفاع مستوياته لدى الأشخاص الحساسين قد يسبب النعاس، وتشير دراسات طبية إلى أن التفاعل بين النظام الغذائي والمورثات قد يؤثر في خطر الإصابة بالنعاس المفرط، ما يفتح إمكانات للتدخل الغذائي كجزء من العلاج.
أطعمة شائعة قد ترفع مستويات التيرامين وتزيد التعب
تحتوي الأجبان القديمة مثل الشيدر والبارميزان على مستويات مرتفعة من التيرامين، وقد يزيد تناولها بكثرة من الشعور بالنعاس لدى الأشخاص المعرضين لذلك.
تتضمن اللحوم المعالجة مثل السجق واللحم المقدد والبيبروني نسبة عالية من التيرامين والمواد الحافظة، ويُرتبط الإفراط في تناولها ليس فقط بالتعب بل أيضاً بمخاطر قلبية على المدى الطويل.
تُعد مستخلصات الخميرة من المصادر الغنية بالتيرامين، ورغم أن كميات الاستهلاك منها قد تكون صغيرة، إلا أن الانتظام في تناولها قد يؤدي إلى تعب طفيف ولكنه مستمر خلال اليوم.
تحتوي الأطعمة المملحة والمخللات والمنتجات المجففة بالملح على تيرامين وصوديوم بكميات قد تؤثر على الطاقة وضغط الدم، مما قد يفاقم الشعور بالإرهاق.
تزداد مستويات التيرامين في الفواكه الناضجة جداً أو المجففة مثل الموز والأفوكادو والفواكه المجففة، ومع أن هذه الفواكه غنية بالعناصر الغذائية، فإن الإفراط في تناولها قد يسبب إرهاقاً لدى الحسّاسين.
كيف يساعد تعديل النظام الغذائي في تقليل النعاس
يمكن لتعديلات غذائية بسيطة أن تخفف النعاس المفرط عن طريق تقليل الأطعمة الغنية بالتيرامين واستبدال الوجبات الخفيفة المصنعة بمنتجات طازجة، كما أن اختيار الفواكه والخضراوات الطازجة والبروتينات القليلة الدهن والحصول على أحماض دهنية أوميغا-3 و6 ودراسة مواعيد الوجبات للحفاظ على مستويات طاقة ثابتة كلها خطوات مفيدة، وحتى تغييرات صغيرة في نمط الأكل قد تحدث فرقاً في اليقظة والوضوح العقلي.
تجدر الإشارة إلى أن النعاس المفرط قد يكون مؤشراً لمشكلات صحية أوسع، فالقيلولة المتكررة خلال النهار وربما التعب المزمن قد يرتبطان بمخاطر صحية أعلى، لذا فإن تشخيص الأسباب الأساسية ومعالجتها بتعديل النظام الغذائي ونمط الحياة يمكن أن يساعد في تحسين النوعية والصحة على المدى الطويل.