توفى الفنان الشاب بهاء الخطيب إثر إصابته بذَبة صدرية أثناء مباراة كرة قدم مع أصدقائه، ونُقل فورًا إلى أحد مستشفيات أكتوبر لمحاولة إنعاشه لكنه فارق الحياة عن عمر 41 عامًا.
أثارت هذه الوفاة المفاجئة لدى شاب رياضي جدلاً واسعًا حول مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية وآلام الصدر المصاحبة للمجهود، إذ يتعامل كثيرون مع الأعراض على أنها مجرد إجهاد عضلي بينما قد تكون في الواقع إنذارًا مبكرًا لمشكلة قلبية مهددة للحياة.
أوضح تقرير منشور في موقع Baptist Health أن ألم الصدر بعد بذل جهد عالي قد يعود لأسباب متعددة تتراوح بين أسباب بسيطة مثل الشد العضلي أو الارتجاع المعدي، وأسباب أكثر خطورة مرتبطة بضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب أو باضطرابات رئوية، وفارق الخطر يكمن غالبًا في طبيعة الألم والأعراض المرافقة له.
الأسباب القلبية الشائعة
قد تكون الذبحة الصدرية مصحوبة بشعور بالضغط أو الاختناق في منتصف الصدر يزداد مع الجهد ويخف بالراحة نتيجة نقص تدفق الدم في الشرايين التاجية، وقد تحدث النوبة القلبية عند انسداد كامل أو شبه كامل للشريان التاجي ويصاحبها ألم قوي ممتد إلى الكتف أو الذراع أو الفك مع تعرق وضيق تنفس، كما يمكن أن تكون المشكلة نتيجة اعتلال عضلة القلب الضخامي وهو تضخم جدران القلب الذي يظهر أحيانًا لدى الرياضيين الشباب بشكل مفاجئ، أو نتيجة اضطراب في ضربات القلب يجعل الضخ غير فعال أثناء التمرين ويسبب دوخة أو ألمًا صدريًا.
الأسباب غير المرتبطة بالقلب
قد تنشأ الأعراض بعد المجهود من إجهاد عضلات جدار الصدر أو العضلات الوربية ويزداد الألم عند اللمس أو الحركة، وقد تكون مشكلة رئوية مثل الربو أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوي تمنع وصول الأكسجين بشكل كافٍ أثناء النشاط المكثف، وأحيانًا يكون الشعور حرقة أو ألمًا شبيهًا بألم القلب ناتجًا عن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، كما يمكن أن تكون الحالات النفسية والقلق سببًا في آلام صدرية تختفي مع الاسترخاء.
قد لا يشعر بعض الأشخاص بالألم أثناء المجهود نفسه بل بعد التوقف عنه، والأسباب هنا قد تشمل الجفاف وفقدان الأملاح أو ألم العضلات المتأخر أو ضعف اللياقة البدنية، وكذلك مشاكل هضمية ناجمة عن تناول وجبات غير مناسبة قبل التمرين.
يمكن التمييز بين الألم البسيط والخطير بأن الألم البسيط يكون محددًا في مكان واحد ويزداد مع الحركة أو اللمس ويزول بالراحة أو المسكنات البسيطة، بينما الألم الخطير يكون ضاغطًا أو عاصرًا وقد ينتشر إلى الذراع أو الرقبة ويصاحبه تعرق بارد أو ضيق تنفس أو دوخة، وفي هذه الحالة يجب التوقف فورًا وطلب المساعدة الطبية.
أعراض بعد ممارسة الرياضة تستدعي فحصًا طبيًا
يجب عدم تجاهل الألم الشديد في الصدر لأنه قد يشير إلى مشكلة قلبية مثل الذبحة أو اضطراب في تدفق الدم، كما أن ضيق التنفس غير المعتاد أو استمرار صعوبة التنفس بعد الراحة أو الدوخة أو الإغماء قد تكون مؤشرات خطيرة، ويستدعي تورم الساقين أو الكاحلين فحصًا لأن ذلك قد يدل على قصور في القلب أو مشكلة في الدورة الدموية، أما الخفقان القوي أو غير المنتظم فيستلزم تقييمًا عاجلًا، وفي المقابل التعب العادي يزول بالراحة أما الأعراض المستمرة أو الشديدة فتتطلب مراجعة الطبيب فورًا لتجنب مضاعفات خطيرة.
الوقاية
ينصح بالإحماء قبل التمرين لجعل القلب والعضلات تتدرج في تحمل الجهد، وتجنب الوجبات الثقيلة قبل النشاط المكثف والحفاظ على الترطيب وتعويض الأملاح المفقودة، كما يُنصح بإجراء فحوص طبية دورية خصوصًا لمن لديهم عوامل خطورة مثل ارتفاع الضغط أو السكري، والالتزام بتغيير نمط الحياة بالابتعاد عن التدخين وضبط الوزن.
الوقاية والعلاج من الذبحة الصدرية
لا تعني الذبحة الصدرية بالضرورة نوبة قلبية لكنها تحذير بأن القلب لا يحصل على كفايته من الدم، وتشمل طرق الوقاية والعلاج التحكم بعوامل الخطر مثل ضبط ضغط الدم والسيطرة على السكري والالتزام بحمية منخفضة الدهون وممارسة نشاط بدني معتدل تحت إشراف الطبيب، وفي بعض الحالات قد تتطلب الحالة تدخلًا طبياً مثل القسطرة أو تركيب دعامة للشرايين المسدودة، كما تستخدم الأدوية لتوسيع الشرايين والأسبرين لتقليل التجلط وأدوية خفض الكوليسترول حسب توصية الطبيب.