انتشرت ثقافة الصالات الرياضية في السنوات الأخيرة وأصبح كثير من الشباب يركزون على تمارين القوة ورفع الأثقال والتدريب عالي الكثافة بحثًا عن سرعة الإنجاز والنتائج المرئية.
تحافظ الحركة على صحة العظام والمفاصل، لكن التحفيز المستمر على أداء تمارين مكثفة دون تقدير للحدود قد ينعكس سلبًا، إذ يؤدي الإفراط إلى إجهاد زائد للعظام والمفاصل بدلاً من منفعة طويلة الأمد.
يصيب الإجهاد الزائد مفاصل وعظام كثيرين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، ويصف الخبراء ذلك أحيانًا بالإرهاق العظمي، وهو تآكل متسارع للعظام والمفاصل يسبب آلامًا مستمرة وتيبسًا ومخاطر التهاب المفاصل في سن مبكرة.
يجدر بالذكر أن الشباب غالبًا ما يجهدون عظامهم أكثر من الكبار دون وعي بالعواقب، فهم يقضون أوقاتًا طويلة برفع أوزان كبيرة أحيانًا دون إحماء كافٍ، ويظهرون وضعيات جسم غير سليمة ويتجاهلون علامات تدهور الغضروف مثل آلام الركبة أو الظهر، ما يسرع من تآكل الغضروف واحتمال ظهور هشاشة مفصلية مبكرة.
أهمية الابتكار في العلاج
تعتمد الخطوط الأولى للعلاج على تغييرات نمط الحياة والعلاج الطبيعي والرعاية الوقائية، لكن هناك تطورات جراحية تغير خيارات المرضى الشديدة؛ فالعمليات بمساعدة الروبوت لمفاصل الركبة تقدم دقة أكبر وشقوقًا أصغر وتعافيًا أسرع مقارنة بالجراحة التقليدية، كما أن الاستبدال الجزئي للركبة أو إجراءات تعديل محاذاة المفصل توفر تخفيفًا للألم وتحسّن الحركة مع الحفاظ على جزء أكبر من العظم والمفصل الطبيعي وتأخير الحاجة للاستبدال الكامل.
الوقاية خير من العلاج
يمكن الوقاية من إرهاق العظام باتباع برنامج متوازن يجمع بين القوة والمرونة والراحة، واختيار أحذية مناسبة، والحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، والاستجابة المبكرة لعلامات الجسم التحذيرية بدلًا من إخفائها بمسكنات الألم. ويجب تجنب الإفراط في التدريب دون إشراف طبي لأن ذلك قد يؤدي إلى ضرر دائم، وفي حال استمرار الألم من الأفضل استشارة طبيب عظام مختص مبكرًا للحصول على تشخيص وعلاج مناسبين. في الحالات التي لا تترافق مع تغيّرات شيخوخية، تتيح الرعاية الوقائية والتقنيات الجراحية المتقدمة للشباب الحفاظ على أنماط حياتهم النشطة وجودة حركتهم لسنوات أطول.
