خيم الحزن على قرية دلجا بمركز ديرمواس في المنيا بعد وفاة ستة أطفال ووالدهم في واقعة مأسوية هزت أهل القرية.
ما هو الكلورفينابير؟
أوضحت اختصاصية التحاليل سارة سلام الآتي: الكلورفينابير مبيد حشري من فئة البيرول المهلجنة، يعمل كمبيد خام يدخل الجسم ثم يتحول داخله إلى مركب سمي يسمى ترالوبيريل. يستهدف هذا المركب داخل الخلايا الميتوكوندريا فيوقف إنتاج الطاقة (ATP)، فتصاب وظائف الأعضاء الحيوية بالتدهور حتى تتوقف.
أعراض التسمم
بيّنت التحاليل أن خطورة هذا المبيد تكمن في تأخر ظهور الأعراض من ساعات إلى أيام، مما يصعّب التشخيص. تبدأ الأعراض عادة بارتفاع حاد في درجة الحرارة قد يصعب السيطرة عليه، ثم قيء متكرر وآلام شديدة في البطن، وقد تتطور الأعراض إلى تشنجات واضطراب في الوعي قد يصل إلى غيبوبة. يؤدي التسمم أيضاً إلى صعوبة في التنفس نتيجة انهيار الجهاز التنفسي وفشل تدريجي في الكبد والكلى، وقد ينتهي الأمر بتوقف القلب والجهاز العصبي والجهاز التنفسي تماماً.
لا يوجد ترياق معروف للكلورفينابير، وقد تحدث الوفاة في بعض الحالات خلال 24 ساعة أو تمتد من سبعة إلى عشرين يوماً بعد التسمم. يقتصر العلاج على إجراءات دعم حياتي مثل تبريد الجسم، التنفس الصناعي، وتعويض السوائل وريديًا، ومع ذلك تنتهي معظم الحالات بفشل الأعضاء.
تفاصيل التحقيق في الواقعة
أفادت تقارير مصلحة الطب الشرعي والمعامل الكيميائية أن سبب الوفاة هو تسمم بمبيد الكلورفينابير، وظهرت آثاره في العينات المأخوذة من جثامين الضحايا. وانتقل فريق من النيابة يرافقه خبراء السموم لمعاينة محل إقامة الأب وأطفاله في منزل الزوجة الأولى ومنزل الزوجة الثانية، حيث أظهرت الفحوص احتواء أواني تقديم الطعام وبقايا الخبز ومعدات الطهي على آثار المبيد.
أسفرت تحريات الشرطة عن اتهام الزوجة الثانية، وقد أقرت أمام النيابة بأنها أعدت أرغفة خبز وخلطت بداخل بعضها كمية من المبيد ثم أرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى حيث كان يقيم الأب والأطفال، وأنهم أصيبوا بأعراض إعياء تتابعت حتى حدثت حالات الوفاة. نفت قصد القتل العمدي لكنها اعترفت بخلط المبيد وإرساله كيدًا بالزوجة الأولى. أمرت النيابة بحبس المتهمة احتياطيًا أربعة أيام وجارٍ استكمال التحقيقات.