يُعدّ التوتر استجابةً طبيعيةً للضغط العاطفي أو الجسدي، وفي حال كان خفيفًا قد يساعد على التركيز ومواجهة التحديات، أما إذا أصبح مستمرًا أو شديدًا فقد يضر بالصحة البدنية والنفسية.
تساعد إدارة التوتر بفعالية على تقليل القلق وزيادة الطاقة وتحسين الصحة العامة، والسر يكمن في إيقاف استجابة الجسم للتوتر وتنشيط استجابة الاسترخاء، ويمكن تحقيق ذلك بممارسة التمارين الرياضية وفقًا لموقع Harvard Health Publishing.
كيف تساعد التمارين الرياضية على تهدئة العقل
تخفف التمارين الهوائية المنتظمة من نشاط “جهاز التوتر” في الجسم، فتقلل أجزاء من الدماغ والغدد الكظرية من إفراز هرمونات التوتر استجابةً للضغوط اليومية، وفي المقابل تحفز التمارين إنتاج الإندورفين الذي يمنح تأثيرًا مهدئًا ويحسّن المزاج، ما يجعل مواجهة التوتر أسهل.
تقنيات تجمع بين العقل والجسد
تمزج بعض الأنشطة بين الحركة واليقظة الذهنية فتقدم فائدة مزدوجة للجسم والعقل، مثل التشي غونج الذي يجمع التنفس والتأمل والتمارين الخفيفة والحركات الانسيابية، ومع الممارسة المنتظمة يخفض التوتر عبر خفض ضغط الدم ومعدل نبض القلب وتقليل حاجة الجسم للأكسجين مع تعزيز التوازن والمرونة.
تكون الأنشطة الإيقاعية المتكررة مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات مهدئة عندما ينسجم التنفس مع الحركة، ويمكن أثناءها تكرار كلمة أو عبارة أو دعاء تختاره، وعند تسلّل الأفكار المزعجة يُعاد توجيه الانتباه برفق إلى الحركة والتنفس.
يُعد المشي بوعي نموذجًا بسيطًا لممارسة الرياضة مع الاسترخاء، فخلال المشي والتنفس بإيقاع منتظم ينبغي الانتباه إلى أحاسيس الجسم مثل سرعة التنفس ونبض القلب واستجابة العضلات.
التاي تشي نظام من الوضعيات الانسيابية التي تُؤدى بتسلسل مع تركيز الذهن، وهو مفيد لتخفيف التوتر وتعزيز الحيوية، خاصةً لدى كبار السن لأنه شكل لطيف يكسر حلقة الخمول ويحسن التوازن والتنسيق والمرونة وقوة العضلات والقدرة على التحمل.
تُعدّ اليوغا وسيلة مثبتة لتخفيف التوتر، وأظهرت دراسات فوائدها الكبيرة للعقل والجسم، حيث تحسّن الصحة البدنية وجودة النوم على المدى الطويل وتزيد النشاط، ونظرًا لأن التوتر يفاقم أعراض كثير من الأمراض فقد تكون اليوغا مفيدة بصفة خاصة لمن لديهم أمراض مزمنة.