اعلمي أن هدوء طفلك معكِ يعود إلى ارتباط نفسي وجسدي بدأ منذ قبل الولادة.
الأسباب
الأم هي المصدر الأول للأمان للطفل، فقد اعتاد على دقات قلبها وصوتها داخل الرحم، لذلك وجوده بين ذراعيها يمنحه راحة ويقلل توتره.
يتعرّف الرضع على رائحة الأم وصوتها منذ الأيام الأولى بعد الولادة، وهذه المؤثرات الحسية تمنحه طمأنينة لا يحصل عليها من الآخرين بسهولة.
يربط الطفل الأم بمصدر الغذاء لأن الرضاعة تقوي العلاقة الجسدية والعاطفية بينهما، فيتعلق بوجودها كعلامة للشبع والراحة.
ينشأ بين الأم والطفل ارتباط عاطفي يعرف بالتعلق الآمن، وكلما تلقى الطفل حنانًا واهتمامًا زاد استقراره النفسي مع الوقت.
أحيانًا يكون بكاء الطفل مبالغًا بسبب المغص أو التعب أو حاجته للنوم، والأم عادةً تكون أكثر قدرة على قراءة احتياجاته والاستجابة بسرعة.
نصائح للتعامل
اقبلي تعلق الطفل بكِ كأمر طبيعي وصحي هذه الفترة ولا تلومي نفسك؛ فهو وسيلة بحث عن الأمان.
حاولي تدريجيًا تعويده على وسائل تهدئة أخرى مثل الموسيقى الهادئة أو حمله من قبل الأب لتعويده على الاعتماد المتدرج على غيرك.
لا تشعري بالذنب إذا بكى مع أشخاص آخرين؛ هذا لا يعني تقصيرهم بل أن حاجته للأمان العاطفي أقوى في وجودك.
هدوء الطفل مع الأم يعكس رابطًا نفسيًا وجسديًا عميقًا وليس دلالًا أو ضعفًا، وسيقل هذا السلوك تدريجيًا مع نموه وزيادة استقلاليته.