كشف علماء البعثة التابعة لأكاديمية العلوم الروسية ومتحف الدولة التاريخي خلال الموسم السادس للتنقيب في مقبرة غنيزديلوفو عن اكتشاف أثري هو الأول من نوعه في المنطقة.
فحص الفريق نحو 2400 متراً مربعاً وكشف عن 80 قبراً تعود إلى القرنين العاشر والثاني عشر الميلاديين، وعُثر بين هذه القبور على مدافن نادرة تضم أسلحة ومقتنيات ثمينة تظهر غنى الدفن لدى النبلاء في تلك الحقبة.
ضمّت المقتنيات حُليّاً فضية فاخرة وقلائد مزخرفة، إضافةً إلى عملات نقدية واردة من مناطق بعيدة مثل بوهيميا وساكسونيا والهند، ما يؤكد الروابط التجارية الواسعة للمنطقة مع آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية آنذاك.
تضمّن المدفن النسائي في مقبرة سوزدال أوبولي مجموعة فريدة من الحلي تضمنت حلقتين للصدغ وقلادة ودبوساً على شكل حدوة حصان وسواراً مربوطاً من الطرفين وخاتماً عريضاً، وجميعها مصنوعة من الفضة وبجودة تصنيع عالية.
تتألف القلادة من ستة مكوّنات رئيسية وسبع عشرة خرزة زجاجية “عينية” وثماني خرزات معدنية، وبعضها مزخرف بأسلاك فضية رفيعة، ويُرجح أن أصل هذا النوع من القلائد يعود إلى إسكندنافيا، وانتشر في روسيا بين النصف الثاني من القرن العاشر والنصف الأول من القرن الحادي عشر كعنصر من زينة النبلاء.
كما وُجدت قلائد مصنوعة من قطع نقدية مثل الدراهم الشرقية والدنانير الغربية المسكوكة في بوهيميا وساكسونيا.
وُعثر في قبر نسائي أطلق عليه اسم “قبر الأميرة الروسية” على قطعة نقدية فضية قديمة تُعرف باسم الجيتال، وهي عملة كانت متداولة في أراضي أفغانستان وباكستان والهند الحالية خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، وتظهر عليها صورة ثور مُسرَج وعلى الوجه الآخر فارس، وفوق الثور نقش “شري سبالاباتي ديفا” الذي يُترجم إلى “القائد العام” أو “القائد العسكري”.
يُعتقد أن هذه العملات سُكّت في منطقة كابول ونادراً ما عُثر عليها في شمال وشرق أوروبا، ووصلت مع الدراهم الكوفية المتداولة بين القرنين الثامن والحادي عشر، وقد وُجدت أمثلة مماثلة في غنيزدوفو وضواحي نوفغورود وعند بحيرة بليشيف.
نقلاً عن روسيا اليوم
