اعرف أن مرض الوردية مرض جلدي مزمن يسبب احمرارًا مستمرًا أو متقطِّعًا في الوجه مع ظهور أوعية دموية ظاهرة وأحيانًا بثورًا والتهابات أخرى.
ما هو مرض الوردية
يُعد الوردية حالة جلدية مزمنة لا شفاء تامًا لها حتى الآن، وتظهر غالبًا في منطقة الخدين والأنف والجبهة والذقن، وقد تمتد أحيانًا إلى الأذنين أو الرقبة والجزء العلوي من الصدر. يتصف المرض بنوبات تزداد سوءًا عند التعرض لعوامل مهيجة ثم تهدأ جزئيًا أو كليًا.
الأسباب والمحرضات
ترجع أسباب الوردية إلى مجموعة عوامل مترابطة منها الاستعداد الوراثي، والبشرة الفاتحة والحساسة، وحساسية مفرطة للأوعية الدموية التي تتوسع بسرعة عند التهيج، إضافة إلى اضطراب حاجز الجلد مثل الجفاف والتهيُّج، وتأثيرات الإجهاد المزمن والتقلبات الهرمونية مثل تلك المصاحبة لانقطاع الطمث. هناك أيضاً محفزات فردية قد تثير النوبات أو تفاقمها مثل التعرض لأشعة الشمس والحرارة الشديدة والبرد والرياح، واستهلاك الكحول والقهوة والأطعمة الحارة، واستخدام مستحضرات تحتوي على كحول أو عطور أو مكونات مهيجة، وكذلك الضغوط العاطفية والنشاط البدني الشديد.
الأعراض
تتراوح الأعراض من احمرار مستمر في الخدين أو نوبات احمرار متكررة إلى شبكات أوعية دموية ظاهرة مع شعور بالحرقان أو اللسع وحساسية وجفاف في الجلد. قد تظهر أيضًا عقيدات وبثور شبيهة بحب الشباب، وفي الحالات الشديدة قد يحدث ثخانة في الجلد خاصة في منطقة الأنف. كما قد يصاحبها احمرار في العين وجفاف أو شعور بوجود جسم غريب. الأعراض عادةً تظهر وتزداد على شكل نوبات بسبب المحفزات.
العلاج والعناية
يهدف علاج الوردية إلى السيطرة على الالتهاب وتقليل الاحمرار وتقوية حاجز الجلد، ويُصمَّم بحسب شدة الحالة. في الحالات الخفيفة تُستخدم مراهم أو جل موصوف تحتوي على مواد مضادة للالتهاب مثل الميترونيدازول أو حمض الأزيليك أو الإيفرمكتين. أما الحالات المتوسطة فقد تحتاج إلى مضادات حيوية فموية بجرعات منخفضة مثل الدوكسيسيكلين لفترة محدودة، وفي الحالات الشديدة قد تُستخدم علاجات بالليزر أو تدخلات جراحية لتقليل الأوعية الظاهرة أو سماكة الجلد.
ينبغي العناية بالبشرة باستخدام منظفات خفيفة خالية من الكحول ومرطبات مهدئة، وأن يُستخدم واقٍ شمسي يوميًا بعامل حماية 30 أو أكثر حتى في الأيام الغائمة. على النساء تجنُّب مستحضرات تحتوي على مكونات مهيِّجة كالكحول والمنثول والكافور والعطور، ويمكن استخدام مكياج مخصص قليل التهيُّج وذي صبغة خضراء لتقليل مظهر الاحمرار بصريًا. تجنب التعرض للشمس والساونا والكحول والأطعمة الحارة والتقلبات الحرارية الشديدة يساعد في تقليل النوبات، كما قد تفاقم بعض الأطعمة مثل الفواكه الحمضية والأطعمة الغنية بالهيستامين والمنتجات المصنعة والشكولاتة والنبيذ الأحمر والأسماك المعلبة والمحسنات الغذائية حالات بعض المرضى.
تحلَّ بالصبر لأن النتائج العلاجية لا تظهر فورًا عادةً، وقد يستغرق التحسن عدة أسابيع مع الالتزام بالعلاج ونمط الحياة المناسب، ومن الضروري متابعة الطبيب لتعديل الخطة العلاجية حسب الاستجابة.