بحثت عائلته عنه بلا كلل على مرِّ السنين، وأرسل الأعمام وأبناء العمومة حملات إلى الجبل الجليدي لكنها لم تُجدِ نفعًا.
عثر راعٍ محلي بعد نحو ثلاثة عقود على جثة الرجل المفقود، وكانت بطاقة هويته لا تزال معه. قال الراعي لبي بي سي أوردو: “ما رأيته كان مذهلًا. الجثة سليمة. حتى الملابس لم تكن ممزقة”.
ظل نصير الدين محنطًا في الجليد نحو 28 عامًا، إذ حماه التجميد السريع من الرطوبة والأكسجين.
تضم باكستان نحو 7000 نهر جليدي، وهي أكبر كمية خارج المناطق القطبية، ومعظم هذه الأنهار الجليدية تتراجع بسبب الاحترار العالمي الناتج عن الأنشطة البشرية.
في شمال باكستان انخفضت تساقطات الثلوج فبدأت الأنهار الجليدية تذوب تحت أشعة الشمس المباشرة، وهذا الاحترار كشف أخيرًا عن جثة نصير الدين مما مكن الراعي من حل اللغز.
الأنهار الجليدية كسجلات زمنية
تمثل الأنهار والصفائح الجليدية كبسولات زمنية؛ يأخذ العلماء منها عينات لتحليل فقاعات الهواء وتركيب الجليد وكشف أحداث مناخية قديمة، كما عُثر داخل الجليد على آثار وبقايا بشرية محفوظة. من أشهر هذه الاكتشافات “أوتزي” في جبال الألب عام 1991، كما أظهرت تقارير حديثة العثور على بقايا متسلق إيفرست ساندي إيرفين الذي اختفى قبل قرن. مع التراجع السريع للأنهار الجليدية، قد تظهر المزيد من المآسِي والعجائب المخفية على القمم.
