يعطس بعض الناس عند النظر إلى ضوء الشمس بقوة بسبب منعكس يعرف بالعطس الضوئي أو متلازمة ACHOO (Photic Sneeze Reflex)، وينتج ذلك عن أن الدماغ يفسر إشارة ضوئية قوية من العصب البصري بطريقة خاطئة فتُفعّل مسار العطس.
كيف يحدث هذا المنعكس؟
تفترض النظرية الأساسية أن هناك “تشابكًا في الأسلاك” داخل الأعصاب؛ ففي العطس العادي يحس العصب الثلاثي التوائم بتهيج في الأنف فيطلق إشارة للعطس، أما في العطس الضوئي فإشارة قوية من العصب البصري تُشوَّه في الدماغ فتُشغّل مسار العطس بالخطأ. تنتقل الإشارات إلى الحجاب الحاجز عبر العصب الحجابي فتؤدي إلى العطس، وتشير دراسات تخطيط كهربية الدماغ إلى أن المصابين يظهرون استجابة أقوى في القشرة البصرية للومضات الساطعة، مما يعني أن الدوائر العصبية العليا تشارك أيضًا في هذا المنعكس.
ما مدى شيوعها وما السبب الوراثي؟
تشير التقديرات إلى أن نحو 10% من الناس يعانون من هذا المنعكس، وبعض التقديرات تصل إلى 30%، ويبدو أنه يملك بعدًا وراثيًا؛ فوجود أحد الوالدين المصاب يزيد احتمال إصابة الأبناء، ما يوحي بانتقال صفة سائدة، لكن تحديد جين واحد مسؤول لم ينجح بعد لأن عدة متغيرات جينية قد تكون متورطة.
هل يشكل خطراً وماذا نفعل؟
بالنسبة لأغلب الأشخاص، العطس الشمسي غير خطير ويمكن التخفيف منه بارتداء نظارات شمسية. مع ذلك قد يكون مزعجًا أو خطيرًا في مواقف تتطلب تركيزًا عالياً، مثل قيادة السيارة عند الخروج من نفق مظلم أو أثناء مناورات الطيار الحربي، لذا يُنصح بالحذر في هذه الحالات.
أهمية الدراسة
يهتم الباحثون بالعطس الضوئي لأن فهم آلياته قد يساعد في تسليط الضوء على اضطرابات أخرى نوباتية مثل الصرع والصداع النصفي، حيث تلعب المدخلات الحسية والانعكاسات العصبية دورًا مهمًا في حدوث النوبات.
