يقول المعلمون أحيانًا لآباء الأطفال: “طفلك لا يستطيع الجلوس ساكنًا” وهو تعبير يثير القلق بشأن قدرة الطفل على التركيز والتعلم داخل الفصل.
يعد التململ والحركة أمرًا طبيعيًا لدى الأطفال، لكن الاستمرار في عدم القدرة على البقاء هادئًا داخل الفصل قد يؤثر على التحصيل الدراسي ويقلل من مشاركة الطفل الفعالة في الأنشطة التعليمية، وتشير بعض المصادر إلى أن الأسباب يمكن أن تكون متعددة بين عوامل جسدية وحسية ونفسية وسلوكية.
أسباب صعوبة الجلوس ساكنًا
يكون لدى كثير من الأطفال مستويات طاقة عالية تجعل الجلوس لفترات طويلة تحديًا لهم، فهم بحاجة مستمرة للحركة والتفاعل بدلاً من البقاء في مكان واحد لفترة مطوّلة.
يعاني بعض الأطفال من صعوبات في المعالجة الحسية تجعلهُم حساسّين للأصوات أو الإضاءة أو الروائح، بينما يسعى آخرون لتحفيز حسي مستمر عبر الحركة، ما يجعل الجلوس ساكنًا أمراً غير مريح لهم.
يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سببًا شائعًا، إذ يواجه الأطفال المصابون به صعوبة في ضبط السلوك والحاجة المتكررة للحركة حتى أثناء الأنشطة التي تتطلب تركيزًا وجلسة هادئة.
قد يكون ضعف قوة العضلات أو صعوبة التحكم في الوضعية سببًا آخر، فالأطفال الذين يشعرون بالتعب بسرعة عند الجلوس قد يغيّرون وضعياتهم كثيرًا بحثًا عن الراحة.
يؤدي قَلّة النشاط البدني خارج المدرسة إلى تراكم الطاقة لدى الطفل، فتظهر هذه الطاقة في شكل تململ وحركات داخل الفصل.
قد يكون الملل أو عدم ارتباط الطفل بمحتوى الدرس سببًا بسيطًا لكنه مؤثر، فإذا كان الدرس مملاً أو سهلًا أو صعبًا جدًا، يلجأ الطفل للحركة أو الانشغال بغيره بدل التركيز.
طرق التعامل مع الطفل كثير الحركة
يفيد إدراج فواصل قصيرة للحركة بين الدروس أو أثناء أداء الواجبات في تفريغ الطاقة وتحسين التركيز لاحقًا.
يساعد تقوية عضلات الجذع عبر أنشطة مثل التسلق أو تمارين التوازن أو اليوجا على تحسين قدرة الطفل على الجلوس مستقيماً لفترات أطول وتقليل التململ.
توفّر الأدوات الحسية مثل ألعاب التململ بديلًا آمنًا للحركة داخل الفصل وتسمح للطفل بتحفيز حسي من دون إزعاج الآخرين.
تساهم تهيئة بيئة صديقة للحواس عبر تقليل الضوضاء والإضاءة القوية في جعل الطفل أكثر راحة أثناء الجلوس والمشاركة.
تُحسّن زيادة النشاط البدني اليومي من خلال الرياضة والألعاب الحركية قبل المدرسة وبعدها من قدرة الطفل على التحكم في طاقته أثناء اليوم الدراسي.
ينبغي أن يعي الآباء أن صعوبة الجلوس ساكنًا لا تعني بالضرورة وجود مشكلة خطيرة، لكنها قد تكون علامة على حاجة الطفل لدعم في تنظيم السلوك أو تقوية العضلات أو زيادة الحافز الدراسي، لذا يستحسن متابعة الحالة مع المعلمين واختصاصيي الأطفال عند الحاجة.