حذّر خبراءُ الصحةِ من أن عادةَ الجلوسِ مع تقاطعِ الساقين لفتراتٍ طويلة قد تؤدي إلى مشكلاتٍ صحيةٍ خطيرة، أبرزها تجلُّطُ الأوردةِ العميقة.
يحدثُ تجلُّطُ الأوردةِ العميقة عندما تتكوّن جلطةٌ دموية داخل وريدٍ عميق في الجسم عادةً ما يكون في الساق أو الحوض، وهذه الجلطة قد تنفصل وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين فتسبب انسدادًا رئويًا خطيرًا قد يهدد الحياة إذا لم يُعالج سريعًا.
يزيدُ الخطرُ لدى الأشخاص الذين يجلسون لساعاتٍ طويلة في وضعيات ثابتة أثناء السفر أو العمل في المكاتب أو في المنزل، وتصبح الحالةُ أكثر خطورة عند الجلوسِ متراصًا أو إبقاءِ الساقينِ متقاطعتين لفترات ممتدة لأن ذلك يضغطُ على الأوردة ويضعفُ تدفّقَ الدم.
أعراض تجلُّط الأوردة العميقة
تتمثلُ الأعراضُ في تورّمٍ في الساق أو الذراع، وألمٍ أو شعورٍ بالرقة في المنطقة المصابة، ودفءً غيرِ طبيعي في الجلد، وتغييرٌ في لون الجلد إلى الأحمر أو الأزرق الداكن، وظهورُ تضخّمٍ في الأوردة السطحية، وقد تظهر أحيانًا أعراضٌ أخرى مثل آلامِ البطن أو صداعٍ شديد.
في كثيرٍ من الحالات قد لا تظهرُ أيةُ أعراضٍ على الإطلاق، إذ تشيرُ الإحصاءاتُ إلى أن نحو ثلاثين في المئة من المصابين لا يلاحظون العلامات المبكرة للجلطة، وقد يكتشف البعضُ الحالةَ فقط بعد حدوث انسدادٍ رئوي؛ لذا يُنصح بالتوجّه فورًا إلى المستشفى عند ملاحظةِ أيِّ عرضٍ مريبٍ وعدم الانتظار.
عوامل الخطر
تزدادُ احتماليةُ الإصابة بتجلُّط الأوردة العميقة بوجود تاريخٍ عائلي للجلطات، أو الإصابة بالسرطان وخضوعُه للعلاج، أو التعرضُ لعمليةٍ جراحية أو إصابة تحدُّ من حركة الدم في الأوردة، وكذلك بسبب الجلوس الطويل بلا حركة، وتزداد المخاطر لدى الحوامل أو اللاتي خضعن للولادة مؤخرًا، والأشخاص فوقَ سنّ الأربعين، ومن يعانون السمنة أو أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، إضافةً إلى المدخنين.
الوقاية
ينبغي الوقايةُ عبر ممارسة النشاط البدني بانتظام وتجنّب الجلوس المتواصل لساعاتٍ طويلة، والحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن الحركة المتقطعة أثناء السفر والعمل، ومعالجة عوامل الخطر الطبية بالتعاون مع الطبيب للحدّ من احتمالات الإصابة.