تُشكّل الإصابات المنزلية مصدر قلق دائم للأسر خاصة تلك التي تضم أطفالاً، فهم أكثر عرضة للجروح والسقوط والحروق والكسور ونزيف الأنف وغيرها من الإصابات الطفيفة التي قد تتحول إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالَج بالشكل الصحيح.
ينبغي أن يكون الوعي بالإسعافات الأولية موجودًا، لكن يجب تطبيقه بعناية لأن التدخل غير المناسب قد يزيد الأمور سوءًا، ولهذا أوضح استشاري طب الأطفال أمين كابا أن الخطوة الأولى عند مواجهة إصابة خطيرة هي طلب المساعدة الطبية فورًا والاعتماد على فرق الإسعاف لتوجيه الأهل في التعامل مع الحالة.
ينبغي أن يتلقى الآباء تدريبًا عمليًا أو ورشًا متخصصة للتعامل مع الإصابات البسيطة والشائعة، فالحفاظ على الهدوء وسرعة البديهة يسهمان في نجاح التدخل، ويفضل تجهيز حقيبة إسعافات أولية في المنزل تحتوي على مطهرات وشاش وضمادات ومقص وميزان حرارة وكمادات باردة وأدوية أساسية بوصفة الطبيب.
نصائح عملية للإصابات الشائعة لدى الأطفال
في حالة نزيف الأنف، لا تُمِل رأس الطفل إلى الخلف لأن ذلك قد يؤدي إلى نزول الدم إلى الحلق وخطر الاختناق، بل اجلس الطفل وانحنِ به إلى الأمام مع الضغط على أنفه لمدة عشر دقائق مع وضع كمادة باردة على جسر الأنف.
عند الإغماء، لا تُجبِر الطفل على الجلوس فورًا بعد فقدان الوعي، تحقق أولًا من التنفس والنبض، واتركه مستلقيًا مع رفع ساقيه قليلًا ووفّر تهوية جيدة حوله إلى أن تستعيد وعيه أو تصل المساعدة.
في حالات الالتواء والإجهاد العضلي، استخدم كمادات باردة أو ثلج خلال أول أربع وعشرين ساعة لتقليل التورم، بينما تُستخدم الكمادات الحارة للحالات المزمنة مثل آلام الظهر بعد مرور الفترة الحادة.
عند الحروق، ضع مكان الحرق تحت ماء بارد لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة ثم غطّه بقطعة قماش نظيفة أو عالجَه بصبار طبيعي أو مطهر مناسب، وتجنّب وضع الثلج مباشرة على الحرق لأنه يضر الأنسجة.
في حالات الاختناق، قف خلف الطفل وتميل به إلى الأمام مع دعم صدره ثم قدّم خمس ضربات سريعة على ظهره بكَعْب اليد لمحاولة إخراج الجسم الغريب، وإذا لم تُنجح هذه المحاولات اطلب مساعدة طبية فورية.
عند نوبة الصرع، لا تحاول وضع أي شيء في فم الطفل لأن ذلك خطر كبير، أمِل الطفل إلى أحد جانبيه وضع وسادة ناعمة تحت رأسه وأبعد عنه أي أدوات قد تؤذيه وقُمْ بتخفيف الملابس الضيقة إلى أن تنتهي النوبة أو تصل المساعدة.
في حالة الاشتباه بوجود كسر، لا تُحاول إعادة العظام إلى مكانها لأن ذلك قد يضر بالأنسجة أو يزيد من خطورة الحالة، بل ثبّت الطرف المصاب بجبيرة أو حمالة واطلب المساعدة الطبية العاجلة.
يجب أن يُدرك المجتمع أن الوعي بالإسعافات الأولية لا يقل أهمية عن التثقيف الصحي والغذائي، فالمواقف الطارئة قد تحدث في أي وقت وأي تدخل صحيح وسريع يمكن أن ينقذ حياة طفل أو يمنعه من عجز دائم.