تلعب المكملات الغذائية دورًا مهمًا في حياة كبار السن لحمايتهم من أمراض الشيخوخة الخطيرة، لكن يجب تناولها بوعي بعد الفحوصات واستشارة الطبيب لأن الاستخدام العشوائي قد يسبب مشاكل صحية.

الكالسيوم

يُقوّي الكالسيوم العظام ويدعم أجهزة الجسم المتعددة من تنظيم ضربات القلب وانقباض العضلات إلى تخثر الدم ووظائف الأعصاب، ويحقق فوائد أكبر عند دمجه مع فيتامين د، بما في ذلك تقليل مخاطر بعض أنواع السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، بينما تبقى أهميته الأساسية هي الوقاية من هشاشة العظام وتقليل مخاطر الكسور لدى كبار السن. يقل امتصاص الكالسيوم مع التقدم في العمر، وتسرّع خسارة العظام بعد انقطاع الطمث يزيد الحاجة عند النساء، كما تخفض بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات وأدوية الجهاز الهضمي امتصاصه، وتؤثر أمراض الأمعاء وعدم تحمل اللاكتوز أو الأنظمة النباتية على المدخول. في الحالات الشديدة قد يؤدي نقص الكالسيوم إلى اضطراب نظم القلب، وعلى من يعانون أمراض الكلى استشارة الطبيب قبل تناول المكملات لأن استخدامها قد يزيد مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى هذه الفئة.

فيتامين د

يعزز فيتامين د امتصاص الكالسيوم وينظم مستويات هرمونات الغدد جارات الدرقية، وعند نقصه يزيد إفراز هرمون جارات الدرقية الذي يسحب الكالسيوم من العظام، ويقل إنتاج الجلد لفيتامين د مع التقدم في العمر كما يقل التعرض للشمس لدى كبار السن، ويضعف تنشيطه عند انخفاض وظائف الكلى. يجب تقييم الحاجة عبر فحص الدم قبل البدء بالمكملات لأن تجاوز 4000 وحدة دولية يوميًا قد يسبب تسمم فيتامين د مع فرط كالسيوم الدم وحصى الكلى وغثيانًا واضطرابات في نظم القلب.

فيتامين ب12

يلعب فيتامين ب12 دورًا أساسيًا في صحة الجهاز العصبي وتكوين الميالين وتخليق الحمض النووي، ويدعم وظائف الدماغ ويحافظ على الخلايا العصبية، ونقصه قد يؤدي إلى تلف عصبي قد يصبح دائمًا حتى بعد بدء العلاج بالمكملات. يعتمد امتصاص ب12 على كفاءة المعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة، لذا يصبح نقصه شائعًا مع تقدم العمر، ويعمل جنبًا إلى جنب مع فيتامينات ب الأخرى مثل B6 وB9 لتنظيم مستويات الهوموسيستين المرتبطة بأمراض القلب.

المغنيسيوم

يشارك المغنيسيوم في أكثر من 300 تفاعل حيوي في الجسم ويخزن حوالي 60% منه في العظم، ويدعم ضغط الدم ووظائف العضلات والأعصاب وإنتاج الطاقة ويقوي العظام، كما يتعاون مع الكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على كثافة العظام وتنظيم سكر الدم وقد يقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ويدعم الصحة الإدراكية ويحسن النوم. قد ينخفض مستوى المغنيسيوم لدى كبار السن بسبب انخفاض حمض المعدة وكفاءة الامتصاص والأدوية مثل مدرات البول ومضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون، وكذلك بسبب حالات مزمنة مثل السكري واضطراب تعاطي الكحول ومشكلات الكلى.

أحماض أوميجا‑3

تدعم أحماض أوميجا‑3 الدهنية وخاصة EPA وDHA صحة القلب عبر خفض الدهون الثلاثية وخفض ضغط الدم وتحسين تركيبة الكوليسترول، وتتمتع بخصائص مضادة للالتهاب تحمي من تصلب الشرايين وتحسن مرونة الأوعية. يتركز DHA بكثرة في شبكية العين والدماغ، ويزداد دور أوميجا‑3 في الحفاظ على الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر، وقد أظهرت دراسات ارتباطًا بين انخفاض مستويات أوميجا‑3 وصغر حجم الدماغ وتسارع فقدان الخلايا الدماغية.

فيتامين ب6

يدعم فيتامين ب6 الجهاز المناعي وصحة الدماغ والوظائف الأيضية من خلال المساهمة في إنتاج الخلايا الليمفاوية والإنترلوكين‑2 وتخليق النواقل العصبية، ويساعد في الحفاظ على مستويات الهوموسيستين ضمن المعدل الطبيعي، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى ضعف المناعة والارتباك وتشققات في زوايا الفم وتورم اللسان.

الحديد

يعد الحديد مكوّنًا أساسيًا للهيموجلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين وإنتاج خلايا الدم الحمراء، ويدعم النمو البدني والتطور العصبي ووظائف الخلايا وتخليق الهرمونات. يقل امتصاص الحديد مع التقدم في العمر بسبب انخفاض حمض المعدة، وقد تؤثر أدوية مثل مثبطات مضخة البروتون ومضادات الحموضة والأسبرين عبر تقليل الامتصاص أو التسبب بنزف طفيف، كما تضعف بعض الحالات المزمنة امتصاصه، لذا ينبغي معالجة المسببات قبل تناول المكملات. قد يسبب الإفراط في تناول الحديد آثارًا هضمية كالإمساك والغثيان وآلام البطن ويقلل امتصاص الزنك، كما أن الزيادة المفرطة قد تزيد الإجهاد التأكسدي وتؤدي إلى تلف الأنسجة، والحد الأقصى المسموح به للبالغين هو 45 ملغ يوميًا.