توقيت الإفطار وتأثيره على الصحة وطول العمر
أظهرت دراسة طويلة الأمد أن تأخير وجبة الإفطار قد يكون أكثر خطورة مما يظنه كثير من الناس، إذ رُبط تأخيره بخطر أعلى للوفاة إلى جانب أعراض مثل التعب والاكتئاب وقلة النوم ومشاكل صحة الفم.
تابع البحث نحو 2945 بالغًا بريطانيًا تتراوح أعمارهم بين 42 و94 عامًا لأكثر من ثماني عشرة سنة، ووجد أن كل ساعة إضافية يؤخر فيها الإفطار ترتبط بزيادة احتمال الوفاة خلال فترة المتابعة بنسبة تقدر بين 8 و11 في المئة. كما ارتبطت أوقات الإفطار المتأخرة بمشكلات صحية أخرى مثل مشاكل النوم والتعب والاكتئاب وصعوبات في تحضير الوجبات وتدهور صحة الفم.
كما أشارت النتائج إلى أن الاستعداد الوراثي للنمط الزمني المتأخر ينعكس في أوقات الإفطار المتأخرة، ما يوحي بأن جزءًا من التغير في التوقيت قد يكون متأثرًا بالساعة الداخلية للجسم وبناءه البيولوجي.
لماذا قد يكون توقيت الإفطار مهمًا؟
تتحكم الإيقاعات اليومية في وظائف كثيرة، مثل النوم والهضم وإفراز الهرمونات والتمثيل الغذائي، وعندما يؤخر الشخص تناول الإفطار عن وقت الاستيقاظ قد يفقد التوقيت الأمثل لمعالجة الغذاء وتوازن الجلوكوز في الدم، ما قد يؤثر سلبًا في صحة الجهاز الهضمي والمواد الغذائية التي يحصل عليها الجسم.
غالبًا ما يكون الإفطار المتأخر مرتبطًا بقلة النوم والتعب واضطراب الروتين اليومي، لذا قد يكون التأثير الناتج عن التأخير في تناول الإفطار جزءًا من مشكلة عامة في نمط الحياة لدى بعض الأشخاص، إضافة إلى أن التأخير قد يقلل من مستوى الطاقة والكمية الغذائية المبكرة اللازمة لبداية اليوم.
كما أن وجود صعوبات في التحضير اليومي للوجبات أو وجود أعراض مثل الإرهاق أو الاكتئاب أو مشاكل الأسنان يمكن أن يسهم في تأخير الإفطار، ما يجعل توقيته علامة على وضع صحي أوسع يحتاج متابعة وربما تدخلًا طبيًا.
ما يجب عليك فعله
ابدأ بتناول وجبة الإفطار مبكرًا، ضمن ساعة إلى ساعتين من الاستيقاظ، فمثلاً إذا استيقظت في السادسة صباحًا فاحرص على الإفطار بين الثامنة والتاسعة صباحًا بدل الانتظار حتى وقت متأخر من الصباح.
حافظ على مواعيد ثابتة للوجبات بشكل عام، فتنظيم أوقات الإفطار والغداء والعشاء يساعد الجسم على توقع الطعام وتنظيم الهرمونات والهضم والطاقة، ويقلل احتمالية اضطراب الإيقاع اليومي.
اعطِ الأولوية لجودة وجبة الإفطار؛ اختر وجبة غنية بالبروتين والألياف لأنها تساعد في استقرار سكر الدم وتحسن الهضم وتمنح الطاقة اللازمة، مثل البيض مع خضار، أو الشوفان مع مكسرات وفاكهة، أو اللبن مع بذور وخبز حبوب كاملة مع بروتين.
اهتم بأنماط النوم والاستيقاظ، فالتعامل مع تأخر النمط الزمني وقلة النوم أو الاستيقاظ المتأخر يرتبط بتناول الطعام في وقت متأخر، لذا تحسين عادات النوم مثل النوم المبكر وتحديد أوقات استيقاظ ثابتة وتقليل الضوء قبل النوم يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية.
راقب العلامات الصحية والروتين اليومي، فإذا شعرت بالإرهاق المستمر أو الاكتئاب أو صعوبات في إعداد وجباتك أو ظهور مشاكل في صحة الفم وتزايد التأخير في مواعيد الإفطار، فهذه مؤشرات تستدعي مناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية.
تجنب العادات الثقيلة
تجنب تناول العشاء الثقيل أو الإفراط في الأكل في وقت متأخر من الليل، إذ يمكن أن يزيد ذلك من صعوبة العودة إلى تنظيم مواعيد الإفطار، فاختَر عشاء خفيفًا ونم مبكرًا وتجنب تناول وجبات كبيرة قبل النوم للمساعدة في الحفاظ على توقيت صحي للإفطار.