اكتشف الإنسان أن الزيوت النباتية من أقدم المواد التي عُرفت، فقد استخرجت منذ آلاف السنين بطرق بدائية من البذور والثمار الزيتية، واستخدمت في أغراض متعددة منها التغذية وصناعة الصابون والإضاءة.

مكونات الزيوت النباتية

تتكون الزيوت النباتية أساسًا من مركبات تعرف بالجليسيريدات، وهي ناتجة عن اتحاد الأحماض الدهنية مع الجليسرين، وتكون هذه المركبات إما أحادية أو ثنائية أو ثلاثية الجليسيريد، وتشكل الجليسيريدات الثلاثية النسبة الأكبر من تركيب الزيت، بينما توجد الأنواع الأخرى بكميات ضئيلة كما تحتوي الزيوت الخام على نسب محدودة من المواد غير الجليسيريدية تتراوح بين 1% إلى 5% من تركيب الزيت.

تصنف الزيوت بناءً على نوعية الأحماض الدهنية المكوِّنة لها، ومن أبرزها: زيوت حمض اللوريك مثل زيت الزنجبيل، زيوت حمض البالميتيك مثل زيت النخيل، زيوت حمض الأوليئيك مثل زيت الزيتون والفول السوداني، زيوت حمض اللينوليئيك مثل زيوت القطن وعباد الشمس، زيوت حمض الإروسيك مثل زيت بذور اللفت، زيوت حمض اللينولينيك مثل زيت الصويا والكتان، وزيوت الأحماض الهيدروكسيلية مثل زيت الخروع. وأضافت أن عدد الروابط الكيميائية في سلاسل الأحماض الدهنية يؤثر بشكل مباشر على خصائص الزيت من حيث القوام والثبات ودرجة الحرارة المناسبة للاستخدام.

زيوت نباتية تنقسم إلى نوعين أساسيين: الزيوت الثابتة وهي الأكثر شيوعًا وتستخدم في التغذية وتستخرج من بذور النباتات الزيتية مثل الزيتون والسمسم والكتان والنخيل وجوز الهند واللوز والقطن وفول الصويا وحبة البركة، والزيوت الطيارة وهي الأقل نسبةً في النبات (2–3%) وتُستخدم في العطور والعلاجات الطبيعية، ومن أبرزها زيت الزعتر والياسمين والكافور.

الفوائد الصحية وملاحظات الاستخدام

تُعد الزيوت النباتية السائلة في درجة الحرارة العادية، مثل زيت الزيتون وعباد الشمس والذرة والصويا، من أفضل الزيوت لصحة الإنسان لأنها تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية.

كما يُعد زيت الصويا غنيًا بحمض اللينولينيك (أوميغا-3)، الذي يساهم في خفض الكوليسترول في الدم، لكن يحذر من استخدام زيت الصويا في القلي بسبب الروائح غير المرغوبة الناتجة عن الحرارة العالية.

ويجب الحذر من الإفراط في استهلاك الزيوت المهدرجة، خصوصًا لدى من لا يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا، بينما يجب على مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم تجنب هذه الزيوت تمامًا.

كما أوضحت الباحثة أن الزيوت النباتية تستخرج من مصادر متنوعة، وتأتي النباتات الحولية في مقدمتها كـ القطن وفول الصويا والفول السوداني والخروع والكتان، وتستخدم كمصدر أساسي للزيت أو بجانب استخدامها في الغذاء، أما النباتات المعمرة مثل جوز الهند ونخيل الزيت والزيتون فتمثل مصدرًا ثانيًا للزيوت.

وشدَّدت الباحثة على أن الزيوت النباتية تلعب دورًا مهمًا في تغذية الإنسان ليس فقط كمصدر للطاقة، بل أيضًا في بنـاء الجسم وتقوية الجلد وتسهيل وظائف الجهاز العصبي والمساهمة في خفض الكوليسترول.

وأوضحت أن الدهون النباتية لا تسبب أمراض ارتفاع الكوليسترول؛ بل هي وسيلة للمساعدة في خفضه، مما يجعلها خيارًا صحيًا في الأنظمة الغذائية.

وفي الختام، نبهت عبد الرحيم إلى أن زيوت القلي تستخدم بشكل واسع في المنازل والمطاعم، لكن التحدي الأكبر يكمن في جودة الزيوت المستخدمة خارج المنازل، خصوصًا في الأماكن التي لا يتيح للمستهلك معرفة نوع الزيت أو ظروف الطهي، وتدعو إلى الرقابة والتوعية باختيار الزيوت المناسبة للحفاظ على الصحة العامة.