منوعات

خبيرة توضح جدل الربط بين الباراسيتامول والتوحد

توضح الأبحاث أن مصطلح التوحد غالباً ما يشير إلى التوحد الطفولي أو ما يعرف بمتلازمة كانر، التي وصفها الطبيب النفسي ليو كانر لأول مرة عام 1943، وأُدرجت كاضطراب مستقل في التصنيف الدولي للأمراض ICD-9 عام 1978. وما زالت أسبابه وآليات تطوره غير مفهومة بشكل كامل.

وتبين أن التوحد اضطراب معقد تتداخل في نشأته عوامل متعددة، أهمها العوامل الجينية، إلا أن جينات التوحد نفسها شديدة التعقيد، ولم يتضح بعد ما إذا كان منشأ الاضطراب مرتبطاً بتفاعل بين عدة جينات أو بطفرات فردية. وفي الوقت نفسه، توجد مؤشرات على دور عوامل بيئية مثل العدوى أو التعرض للسموم أو الإجهاد قبل الولادة، لكن الأدلة لا تزال محدودة وغير كافية.

وفيما يخص الباراسيتامول (تايلينول)، أكدت كيسيليوفا أن البيانات الحديثة التي تربط استخدامه بارتفاع خطر إصابة الأطفال بالتوحد لا تكفي لإثبات علاقة سببية واضحة. وأوضحت أن الجرعات المرتفعة (تتجاوز 4 غرامات يومياً) قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل فشل الكبد الحاد، بينما الجرعات المنخفضة عادة آمنة ويمكن تحملها جيداً.

وأضافت أن معظم الدراسات التي ربطت بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وحدوث التوحد لم تقدم تحليلاً معمّقاً حول أسباب استخدام الدواء نفسه. فعادة ما يُستخدم لتخفيف أعراض عدوى فيروسية مثل الحمى والصداع وآلام العضلات، بينما تشير أبحاث أخرى إلى أن العدوى الفيروسية بذاتها قد تزيد من خطر حدوث اضطرابات في نمو الجهاز العصبي، بما في ذلك التوحد.

واختتمت بأن لا يمكن الجزم حالياً بأن تناول الباراسيتامول خلال الحمل هو السبب المباشر لظهور التوحد لدى الأطفال، وذلك في ضوء المعطيات المتاحة.

ويُذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد أعلن أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستقوم بإخطار الأطباء بشأن وجود احتمال لارتباط استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل بزيادة خطر الإصابة بالتوحد عند الأطفال.

رانيا السعيد

كاتبة ومدونة أفكار جديدة، هوايتي تصفح الإنترنت ومتابعة اهتمامات المرأة، كما أعشق السفر والقصص القصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى