أخبارنا اليوم

السفير الجزائري: الإقبال الكبير على المنتج المصري يجعل مصر مفتاح الاستثمار في أفريقيا

أعلن السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن النسخة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية التي احتضنتها الجزائر مؤخراً تحت شعار “بوابة نحو فرص جديدة” جسدت التوجه القاري نحو تعزيز التكامل الاقتصادي وتوسيع آفاق التعاون، بحضور قادة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، من بينها تونس وليبيا وموريتانيا والجمهورية العربية الصحراوية، وتشاد وموزمبيق وغرينادا وبربادوس وسانت كيتس ونيفيس، إضافة إلى الرئيسين السابقين لكل من نيجيريا والنيجر ونائبي رئيسي ناميبيا وكينيا، والوزير الأول لجمهورية بوروندي، كما شارك أكثر من أربعين وزيراً مكلفين بقطاعات التجارة والصناعة، فضلاً عن ممثلين عن منظمات دولية وإقليمية، إضافة إلى عدد من الشخصيات الإفريقية البارزة، ما منح الحدث زخماً دبلوماسياً واقتصادياً استثنائياً.

المشاركة المصرية وتقاطعات الاستراتيجية

برزت المشاركة المصرية في الحدث على واجهة المعرض لتؤكد موقع القاهرة كجسر استراتيجي يربط شمال القارة بعمقها الإفريقي، فقد استقطب الجناح المصري آلاف الزوار، عاكسا ثقة الأسواق الإفريقية بالمنتج المصري، كما شاركت 12 مؤسسة حكومية وخاصة مصرية بقوة في قطاعات الصناعة والدواء والتكنولوجيا، بما من شأنه أن يعزز فرص الشراكة المصرية-الإفريقية ويجعل من مصر طرفاً رئيسياً في دفع مسار الاندماج القاري.

التقاطع الاستراتيجي بين مصر والجزائر

يعكس الجمع بين الحضور المصري الاستثماري والمبادرات الجزائرية في مجال البنى التحتية العابرة للقارة تقاطعا استراتيجيا بين البلدين: مصر تعزز موقعها كقوة اقتصادية قادرة على التوسع نحو العمق الإفريقي، والجزائر ترسخ دورها كبوابة عبور ومركز لوجستي رئيسي للقارة.

التقدير والإشادات الدولية

شهدت هذه الدينامية الاقتصادية والسياسية إشادة واسعة من قادة وشخصيات إفريقية ودولية، وفي مقدمتهم الرئيس النيجيري السابق أوليسيغون أوباسانجو الذي أكد أن الطبعة الجزائرية للمنتدى فاقت التوقعات وأظهرت “قوة إفريقيا”، إضافة إلى ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي أشادت بدور الجزائر في دعم مسار الاندماج الاقتصادي القاري. وهكذا برهنت هذه النسخة من المعرض أنها ليست مجرد تظاهرة اقتصادية عابرة، بل خطوة متقدمة نحو بناء إفريقيا موحدة، متضامنة ومزدهرة، وقادرة على فرض نفسها كلاعب مؤثر في الاقتصاد العالمي.

وأكد السفير الجزائري أن الرئيس عبد المجيد تبون أكد التزام الجزائر بدعم مسيرة التنمية في إفريقيا وتعزيز السيادة الاقتصادية لدولها، معلناً عن إنشاء صندوق خاص لدعم المؤسسات الناشئة والمبتكرين الشباب عبر القارة. كما أعلن عن مبادرة استراتيجية تقضي بفتح الموانئ الجزائرية أمام الدول الإفريقية الحبيسة مثل مالي والنيجر وتشاد، لتمكينها من التصدير والاستيراد عبر الموانئ الجزائرية ونقل بضائعها بالسكك الحديدية في آجال لا تتجاوز 24 ساعة. وتعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية تفتح لتلك البلدان المعزولة عن البحار منافذ جديدة للتواصل مع أوروبا والعالم، وترافقها مشاريع كبرى، منها مدّ خطوط سكة حديد تربط شمال الجزائر بجنوبها، إضافة إلى تعزيز شبكة النقل الجوي مع عواصم القارة إلى باماكو ونيامي ونواكشوط.

أرقام قياسية ونتائج اقتصادية

سجلت النسخة الرابعة أرقاماً قياسية غير مسبوقة، فبلغ عدد العارضين 2148 عارضاً من 70 دولة (49 دولة إفريقية و21 من خارج القارة)، متجاوزاً سقف التوقعات الذي لم يكن يتعدى 2000 عارض. كما استقطب المعرض ما مجموعه 112,476 زائراً، بينهم 60,650 حضروا ميدانياً و51,826 شاركوا عن بُعد، وهو ما يفوق تقديرات المنظمين التي لم تتجاوز 35 ألف زائر.

أما على مستوى الاتفاقيات التجارية، فقد حققت النسخة قيمة قياسية بلغت 48,3 مليار دولار أمريكي في شكل عقود شراكة والتزامات استثمارية، حصة الجزائر منها 23 مليار دولار، و11,4 مليار دولار صفقات فعلية مُبرمة اكتملت إجراءات التوقيع بشأنها، و11,6 مليار دولار التزامات قيد الدراسة والتفاوض. كما سجلت 987 مشترياً مهنياً، وهو ما جعل هذه الدورة محطة فارقة في مسار الاندماج الاقتصادي القاري ورسّخ مكانة الجزائر كمنصة محورية للتعاون الإفريقي وجسر رئيسي نحو فرص جديدة للقارة.

تضمن برنامج الطبعة الرابعة للمعرض تنوعاً كبيراً في النشاطات واللقاءات، عكس مكانة الحدث كأحد أبرز التظاهرات الاقتصادية القارية.

أيمن توفيق

كاتب ومدون في أفكار جديدة برؤية تهدف إلى تحقيق القيمة، وتقديم أشياء مفيدة للعالم. يحب القراءة والكتابة والتحدث عن لينكس والبيانات والحواسيب والتكنولوجيا والرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى