خزان جوفي ضخم ونباتات نادرة.. المروحة الفيضية في مرسى علم تستعد لسيول الشتاء

تقع رأس بغدادي ضمن محمية وادي الجمال على سواحل البحر الأحمر بالقرب من مرسى علم، وتعد من أبرز المعالم الطبيعية والبيئية في مصر بفضل تنوعها البيولوجي النادر الذي يجعلها وجهة سياحية بارزة لزوّار من مختلف الدول.
تخزن المنطقة مياه السيول داخل باطن الأرض، وتمنح رأس بغدادي ثراءً بيئياً فريداً وتجعله ملجأً للكائنات البحرية والنباتات النادرة.
أهميتها البيئية
تضم رأس بغدادي ضمن المحمية واحداً من أغنى النظم البيئية عالمياً، حيث يحوي طيفاً واسعاً من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض والنباتات المتنوعة، وتعمل كمحطة عبور رئيسية للطيور المهاجرة.
وتستقبل الرأس السيول بانتظام كل عام، وهو ما يعزز خصوبتها ويمنحها سمات فريدة تسمى بالمرحلة الفيضية.
أشجار الدوم وأهميتها
مع مرور السنوات تتحول مياه السيول إلى مصدر حياة للنباتات والأشجار، وعلى رأسها أشجار الدوم المميزة بالمنطقة، إلى جانب النخيل الذي يعد من أهم مقومات الرزق للسكان المحليين.
يقول أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن رأس بغدادي تمثل إحدى أغنى مناطق وادي الجمال بيئياً، إذ تعمل كخزان جوفي طبيعي لمياه السيول التي تتجمع كل عام وتضمن استمرار نمو النباتات المحلية.
وتحافظ المنطقة على تنوع نباتي كبير، وتشتهر بأشجار الدوم والنخيل التي يعتمد عليها الأهالي في معيشتهم.
يمزج الشاطئ بين الطابعين الصخري والرّميلي ليشكل بيئة مثالية لتكاثر السلاحف البحرية، وتعد شواطئ رأس بغدادي من أهم مواقع تعشيش السلاحف الخضراء، حيث تسجل أعداد كبيرة خلال مواسم وضع البيض.
وتجذب زائريها ومحبي الطبيعة والسياحة البيئية، إلى جانب وجود مرسى علم كوجهة لاستكشاف ثراء الحياة البرية والبحرية.
ويمثل النشاط السياحي مصدر دخل رئيسياً لسكان المنطقة، من خلال بيع المشغولات اليدوية المصنوعة من الجلود، وهو ما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ورفع مستوى المعيشة.
تظل رأس بغدادي أكثر من مجرد وجهة سياحية، فهي نظام بيئي متكامل يجذب الزوار والباحثين عن تجارب طبيعية فريدة، لتظل إحدى أبرز المقاصد البيئية والسياحية على شواطئ البحر الأحمر.